بعد أن تعرفنا في المقال السابق علي نظام مير (١) ، نذكر في هذا المقال مدي أهمية نظام مير لروسيا ومدي أهميته لمصر لزيادة التعاون بين البلدين .
أولا : مدي أهمية نظام مير بالنسبة لروسيا .
تعتبر روسيا في مواجهة مع الدول الغربية، بعد التصويت بضم جزر القرم لروسيا ، فقامت الدول الأوربية بإخراج البنوك الروسية من نظام سويفت وهو نظام مالي عالمي للتحويلات المالية ، وعلي أثر ذلك قامت روسيا بإنشاء نظام مير كبديل لنظام سويفت لتحويل الأموال عالميا .
وتملك روسيا نسختها المحلية لنظام الدفع الوطني، وهي بطاقات “مير” (Mir) التي تعتبر الأساسية بالنسبة لـ42% من حاملي البطاقات المصرفية في روسيا، وتم إصدارها لأول مرة في العام 2015، ويتعامل بها حوالي 100 مليون مستخدم، وصالحة للاستعمال في عدد من الدول، من بينها تركيا وفيتنام وأرمينيا وأوزبكستان وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ، مما أدي الي تعامل هذه الدول بالروبل الروسي ، مما أدي الي رفع قيمة الروبل الروسي أمام الدولار ، حيث سجل الدولار أعقاب بداية حرب أوكرانيا ١٥٨ روبل حتي وصل الآن الي ٦٩ روبل فقط ،وهو سعره قبل حرب أوكرانيا، ومن هذا يتضح مدي نجاح روسيا في استعادة قوة عملتها، وبالتالي قوة اقتصادها ، من خلال تطبيق نظام مير .
ثانيا : مدي أهمية نظام مير لمصر لزيادة التعاون مع روسيا .
وتدعو روسيا دول أخري لاعتماد نظام مير ومنها مصر، فقد صرحت نائبة رئيس الوزراء الروسي، فيكتوريا أبرامشينكو، أن تركيا دفعت مقابل تزويدها بالحبوب الروسية بالروبلات، مضيفة أن روسيا تدرس حاليا احتمال القيام بالإمدادات المماثلة إلى مصر ، نقلا عن موقع RT الروسية .
وحيث أن السياحة الروسية تشكل من 30% إلى 40% من عائدات السياحة البالغة 5.8 مليارات دولار، في أبريل/نيسان الماضي، حسب بيان البنك المركزي المصري ، يتضح من ذلك أهمية السياحة الروسية بالنسبة للاقتصاد المصري .
فقيام الحكومة المصرية كخطوه مبدأيه للتوجه نحو اعتماد الروبل الروسي، من خلال تطبيق نظام مير في التعامل بقطاع السياحة ، يعطيها القدرة علي استيراد القمح وغيره من السلع من روسيا بالروبل الروسي، وبالتالي تخفيف ضغط الطلب علي الدولار، وبذلك تقيس الحكومة المصرية، قدرة الروس على الدفع خلال قضائهم الإجازة في مصر بواسطة البطاقة المصرفية الروسية "مير"، وهو بلاشك ما قد يفتح الباب أمام التوجه المصري إلى التسريع في اعتماد استخدام الروبل الروسي واستخدام نظام مير، كآلية للدفع في كافة المعاملات التجارية والاستثمارية بين البلدين ، مما يزيد التعاون بينهما .
--------------------------------------------
(١) https://monynews2023.blogspot.com/2023/01/blog-post_39.html
تعليقات
إرسال تعليق
يشرفني تعليقاتكم