التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أسباب خلل ميزان المدفوعات وطرق علاجه



ميزان المدفوعات يكون متوازنًا محاسبيا، نظرا لاتباع طريقة القيد المزدوج في تسجيل القيود،  ولكن يحدث خلل في ميزان المدفوعات من الناحية الاقتصادية ،لأنه يستحيل مساواه المتحصلات بالمدفوعات من الناحية العملية .
فعدم مساواتهما ، يعتبر خلل بميزان المدفوعات، ويكون الخلل في أحدي مكونات ميزان المدفوعات، وغالبا ما يكون في الحساب الجاري .

ومن أسباب خلل ميزان المدفوعات ما يلي :

١- التقييم الخاطئ لسعر صرف العملة المحلية.

فإذا كان تقييم سعر صرف العملة المحلية بأقل من قيمته الحقيقية ، يزيد من القدرة التنافسية للسلع المصدرة ، فيزيد التصدير ، ويزيد تحصيل الدولة من العملات الأجنبية، وبالتالي أرتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وهذا في حالة اعتماد السلع المصدرة علي مدخلات إنتاج محلية وليست مستوردة، لأن اعتماد السلع المصدرة علي مدخلات مستوردة، هيزيد الطلب علي العملات الأجنبية .
اما إذا كان تقييم سعر الصرف المحلية بأكثر من قيمته الحقيقية،  يقلل من القدرة التنافسية للسلع المصدرة ، فيقل التصدير، وبالتالي يقل سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية .

٢- أسباب هيكلية :

 تعتمد الأسباب الهيكلية في اختلال توازن ميزان المدفوعات، علي المؤشرات الهيكلية للاقتصاد القومي، وخاصة هيكل التجارة الخارجية .

٣- أسباب دورية :

الأسباب الدورية في اختلال توازن ميزان المدفوعات، تتعلق بالتقلبات الاقتصادية التي تصيب الاقتصاد الرأسمالي  .
ففي فترات الانكماش، ينخفض الإنتاج والدخول والأثمان،  ويزيد معدلات البطالة، فتنكمش الواردات .
وفي فترات التضخم، يزيد الإنتاج والدخول والأثمان والأجور، فيقل القدرة علي التصدير،  ويزيد وارداته، فيحصل عجز في ميزان المدفوعات .

٤- الظروف الطارئة :

تتسبب الظروف الطارئة في اختلال توازن ميزان المدفوعات،  منها اندلاع الحروب والكوارث الطبيعية  .

٥- الندرة الطبيعية لموارد الدولة :

تتسبب الندرة الطبيعية لموارد الدولة، الي اختلال توازن ميزان المدفوعات،  حيث تعتمد هذه الدول علي استيراد المواد الخام من الدول الأخرى،  مما يسبب عجز في ميزان المدفوعات .

٦- الندرة الفنية للعاملين بالدولة :

تتسبب الندرة الفنية للعاملين بالدولة، في استيراد عمال فنيين من الخارج،  مما قد يؤدي الي عجز في ميزان المدفوعات  .


طرق علاج الخلل في ميزان المدفوعات   
هناك طريقان لعلاج الخلل في ميزان المدفوعات وهما :

أولا : التصحيح عن طريق آلية السوق .

١- التصحيح عن طريق آلية الأسعار :

يختص هذا التصحيح بفترة قاعدة الذهب .

ولهذه الطريقة ثلاثة شروط وهي الآتي  :
أ- ثبات أسعار الصرف  .
ب- الاستخدام الكامل لعناصر الإنتاج  .
ج- مرونة الأسعار والأجور  .
 وتعتمد هذه الطريقة علي حركة الذهب من وإلي الدولة مع حالة ميزان مدفوعاتها .
في حالة وجود فائض في ميزان المدفوعات، فهذا يعني دخول كميات كبيرة من الذهب الي الدولة يرافقها زيادة في المعروض من النقود، فيزيد الأسعار المحلية،  مما يقلل التصدير لارتفاع الأسعار بالنسبة للدول الأخرى، ويزداد الاستيراد لانخفاض السعر الأجنبي عن السعر المحلي، فيحدث توازن بميزان المدفوعات  .
والعكس صحيح في حالة وجود عجز في ميزان المدفوعات، فيعني خروج كميات كبيرة من الذهب من الدولة،  يرافقها نقص في المعروض من النقود، فتنخفض الأسعار المحلية،  فيزيد التصدير لانخفاض السعر بالنسبة للدول الأخرى، وينخفض الاستيراد، لارتفاع السعر الأجنبي عن السعر المحلي، فيحدث توازن بميزان المدفوعات  .

ب- التصحيح عن طريق سعر الصرف :

وهي الآلية المستخدمة في حالة التخلي عن قاعدة الذهب .
تعتمد طريقة تصحيح ميزان المدفوعات، علي
تحرير سعر الصرف بالكامل بدون تدخل من الدولة
تقوم الدولة في هذه الطريقة بزيادة عرض العملة المحلية، مما يؤدي الي انخفاض قيمتها مقابل العملات الأجنبية، مما يزيد من الصادرات لان السعر المحلي للسلعة المصدرة أقل من سعرها بالدول الأخرى،  وينخفض الاستيراد لانخفاض السعر المحلي عن السعر المستورد، بفرض تقارب الجودة بين السلعة المحلية والسلعة المستورد .
ج- التصحيح عن طريق الدخول :
تعتمد طريقة تصحيح ميزان المدفوعات، علي طريق الدخول، الذي يؤثر علي سعر الصرف، وبالتالي يؤثر علي ميزان المدفوعات  .
ومن أهم شروط هذه الطريقة ما يلي :
- ثبات أسعار الصرف  .
- ثبات الأسعار  .
- استخدام السياسة المالية الخاصة بالإنفاق العام المؤثر علي الدخل تحت تأثير مضاعف الإنفاق .
في حالة وجود فائض في ميزان المدفوعات، نتيجة لزيادة الصادرات، فيزيد ذلك من معدلات الاستخدام للسلع التصديرية، مما يعني زيادة الأجور وبالتالي زيادة الدخول، فيزيد الطلب علي السلع والخدمات، فيزيد الاستيراد،  ويحدث توازن في ميزان المدفوعات  .
والعكس صحيح في حالة وجود عجز بميزان المدفوعات، ولكن انخفاض الدخل، قد لا يكون بنفس مقدار الانخفاض الحاصل في الإنفاق، وما يتبعه انخفاض في الطلب علي الصرف الأجنبي .

د- طريقة المرونات :

تعتمد طريقة المرونات لتصحيح ميزان المدفوعات، علي تغيير سعر صرف العملة  .
تخفيض سعر صرف العملة، سيؤدي الي زيادة الصادرات، مما يصحح ميزان المدفوعات  .

ثانيا :التصحيح عن طريق تدخل الدولة

تعتمد طريقة تصحيح ميزان المدفوعات عن طريق تدخل الدولة، حيث الدولة لا تترك قوي السوق لإعادة التوازن بميزان المدفوعات، لما يخلفه ذلك من تغيرات في مستوي الأثمان والدخل القومي، مما يتعارض مع سياسة الدولة  تثبيت الأثمان واستقرار الدخل القومي  .
في حالة وجود عجز في ميزان المدفوعات، تقوم الدولة بالأعمال الآتية :
١- بيع الأسهم للأجانب، للحصول على العملات الأجنبية 
٢- بيع العقارات المحلية للأجانب  .
٣- استخدام أدوات السياسة التجارية للضغط علي الاستيراد، مثل نظام الحصص أو الرسوم الجمركية، مع تشجيع الصادرات، لتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات .
٤- استخدام الذهب والاحتياطيات المتاحة لتصحيح الخلل في ميزان المدفوعات  .
٥- اللجوء الي بيع الإحتياطي الذهبي .
٦- بيع الأسهم التي تملكها الدولة للأجانب .


تعليقات

المشاركات الشائعة

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري نتعرف في هذا المقال علي ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ بالمقارنة بنفس الفترة للعام الماضي، ثم تقييم ميزان المدفوعات علي أساس الفترة المماثلة من العام الماضي، من خلال بيان البنك المركزي المصري بخصوص أداء ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ . الإيجابيات كأرقام : ١- ارتفاع صادرات السلع البترولية بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٢٧.٥% . ٢- ارتفاع صادرات السلع الغير بترولية بمقدار ٣٥٠ مليون دولار بنسبة ٦% . ٢- انخفاض واردات السلع الغير بترولية بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ١٠% . ٣- ارتفاع متحصلات النقل بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٥%، بسبب زيادة رسوم قناة السويس . ٤- ارتفاع متحصلات السفر بمقدار ١.٢ مليار دولار بنسبة ٤٣% . ٥- انخفاض مدفوعات خدمات أخري بمقدار ٥٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٣% . ٦- ارتفاع متحصلات دخل الاستثمار بمقدار ١٠٠ مليون دولار بنسبة ٨٩% . ٧- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج إلي صافي تدفق للداخل، فينتج عنه تغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ٨- ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاست

تكملة التحليل المالي المقارن لميزان المدفوعات المصري لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

تحليل مقارن للحساب الجاري بميزان المدفوعات المصري  تم تقديم في مقال سابق ، تحليل مالي مقارن لحساب المعاملات الجارية بميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ ومقارنته بالربع الأول لعام ٢٠٢٢/٢٠٢١ . ونقدم في هذا المقال تكملة لهذا التحليل المالي المقارن، مستندا لبيان البنك المركزي المصري بشأن أداء ميزان المدفوعات لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢  ثانيا : الحساب الرأسمالي والمالي   ١- انخفاض فائض الحساب الرأسمالي والمالي بمقدار ١.٦٥ مليار دولار بنسبة ٢٧%، بسبب ما يلي  : أ- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج الي صافي تدفق للداخل، فيكون التغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ب- انخفاض صافي التدفق للداخل الحساب المالي بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ٢٨%، بسبب ما يلي  : - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمار المباشر في مصر بمقدار ١.٦ مليار دولار بنسبة ٩٤% . - تحول حساب الاستثمارات الأوراق المالية في مصر من صافي تدفق للداخل الي صافي تدفق للخارج، فيكون التغير بمقدار ٥.٧ مليار دولار، بسبب انخفاض إقبال الأجانب علي شراء السندات - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمارات الأخرى بمقدار ٢.٤ مليار دو

المشاركة كأداة مالية لسد عجز الموازنة العامة المصرية

الأدوات المالية المستندة على أسلوب المشاركات، كأسلوب الأسهم والصكوك، وكأسلوب  B.O.T،  تعبر عن علاقة مشاركة بين الطرفين بحيث يحصل مقدم التمويل على حصة من الربح المحقق إن وجد، ويتحمل بنصيبه من الخسائر وذلك بحسب قيمة حصته في رأس المال المستثمر، وتعتبر أحدي الحلول لسد العجز الكلي للموازنة العامة للدولة المصرية . حيث ارتفع العجز الكلي خلال أول 5 أشهر من العام المالى الحالى (يوليو – نوفمبر 2022) لمستوى 3.7 %من الناتج المحلى الإجمالى، لتصل قيمته إلى 340.5 مليار جنيه، بعد أن كانت نسبة العجز  3.4 % وبقيمة 266.9 مليار فى الفترة المماثلة من السنة الماضية. ويوجد من الأدوات المالية المستندة علي أسلوب المشاركات نوعان هما: أ ـ الأسهم أو الحصص أو صكوك الاستثمار، والتي تستخدم عند إنشاء الحكومة مشروعاً اقتصادياً جديداً أو لزيادة رأس مال الشركات العامة القائمة، كما تستخدم أيضاً عند إقرار تحويل السندات أو القروض إلي أسهم أي تحويل العلاقة من مديونية إلي علاقة مشاركة، وبالتالي يتضح أن هذا الأسلوب يستخدم في المشروعات العامة الاقتصادية ولا يمكن استخدامه في تمويل العجز الحكومي الخدمي أو الإداري وهذا أسلوب لم ت