قراءة سريعة لقرار البنك المركزي الروسي |
تواجه روسيا أزمة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الدول الغربية بسبب الحرب على أوكرانيا، والتي تعوق وصول موسكو لاحتياطاتها الأجنبية من العملات، وخاصة الدولار .
قام البنك المركزي الروسي بإضافة ٩ عملات ال عملاته لتصبح ٤٣ عملة ،ويعتبر الجنيه المصري من هذه العملات التي تم إضافتها ، فبذلك يصبح الجنيه المصري من العملات الرسمية المتداولة بالبنك المركزي الروسي .
نقوم في هذا المقال بدراسة تداعيات قرار البنك المركزي الروسي ، ومدي تأثيره علي الاقتصاد المصري وخاصة تأثيره علي الدولار
يوجد عاملين مؤثرين في قرار البنك المركزي الروسي وهما :
١- حالة الميزان التجاري مع روسيا .
٢- مدي قوة عملة الروبل .
أولا : حالة الميزان التجاري مع روسيا
وجود عجز في الميزان التجاري لصالح روسيا بقيمة بقيمة 2.747 مليار دولار خلال الفترة من “يناير- أكتوبر 2022” في مقابل 2.37 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021 بارتفاع 15.9% .
حيث ان قيمة الواردات من روسيا في الفترة من يناير الي أكتوبر ٢٠٢٢ بلغت ٣.٢٥٩ مليار دولار ، وتسيطر روسيا على 4% من واردات مصر خلال تلك الفترة، لتحتل المركز السادس ضمن أكبر 10 دول مصدرة لمصر خلال الـ 10 أشهر الأولى من 2022.
وقيمة الصادرات لروسيا عن نفس الفترة بلغت ٥١٢ مليون دولار ، وتستحوذ روسيا على 1.2 % من إجمالي صادرات مصر خلال تلك الفترة.
قرار البنك المركزي الروسي، يسهم في سهولة توفير قيمة شحنات القمح وغيرها من روسيا بالجنيه المصري بدلا من الدولار ، وبذلك يقل الطلب علي الدولار ، ولكن بنسبة ضئيلة لأن قيمة الواردات من روسيا في الفترة من يناير الي أكتوبر بلغت أقل من ٣ مليار دولار ، أي بنسبة ٤% من إجمالي الواردات خلال نفس الفترة .
ثانيا : مدي قوة الروبل الروسي
من تداعيات حرب اوكرانيا ، انخفاض قيمة عملة البنك المركزي الروسي وهي الروبل ، حيث وصلت الي مستويات غير مسبوقة ، حيث بلغت ١٥٨ روبل أمام الدولار، ثم صعد الي ٥٠ روبل ثم نزل الآن وبلغ ٦٨.٨ روبل ، اي سعره متذبذب ومتوقف علي تداعيات الحرب ، فالتعامل بعملة الروبل محفوفة بالمخاطر وعدم الاستقرار ، فذلك يؤثر علي قيمة صادراتنا وقيمة انفاق السياح الروس ، فينخفض كل منهما في حالة انخفاض عملة الروبل ، وهذا احتمال كبير وارد بسبب الحرب .
وفي نفس الوقت ، نخسر العملة الدولارية المتحصلة من الصادرات ومن انفاق السياح الروس .
الأفضل نقوم بالتبادل التجاري مع سد عجز الميزان التجاري بزيادة الصادرات ، لعدم المخاطرة مع عملة الروبل وعدم خسارة العملة الدولارية التي يتم تحصليها من انفاق السياح الروس .
وفي حالة عدم وجود صادرات لسد عجز الميزان التجاري، نسدد الواردات بالجنيه المصري ، ونقوم بتحصيل الروبل من الصادرات والسياحة .
تعليقات
إرسال تعليق
يشرفني تعليقاتكم