التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحل السحري والجذري لعلاج عجز ميزان المدفوعات المصري



يعتبر ترشيد الاستيراد علي المدي القصير، وزيادة الإنتاج علي المدي الطويل، هو العلاج السحري والجذري لعجز ميزان المدفوعات المصري .

من خلال بيان البنك المركزي المصري بخصوص ميزان المدفوعات المصري لعام ٢٠٢٢/٢٠٢١، ومن تحليل الأوزان النسبية لكل حساب فرعي  لحساب المعاملات الجارية، يتضح مايلي : 

١- واردات السلع الغير بترولية بلغت ٧٤ مليار دولار بنسبة ٨٥% من إجمالي الواردات، في حين الصادرات منها بلغت ٢٦ مليار دولار بنسبة ٥٩%، مما يؤدي إلى عجز في ميزان التجاري للسلع الغير بترولية بمقدار ٤٨ مليار دولار، هذا يوضح مدي اعتماد الدولة علي الاستيراد، فيجب تقليل هذه القيمة بترشيد الاستيراد، والاكتفاء باستيراد السلع الضرورية فقط، مما يخفض عجز الميزان التجاري، وبالتالي يخفض عجز ميزان المدفوعات المصري

٢- عند مقارنة الواردات للسلع الغير بترولية لعام ٢٠٢٢/٢٠٢١ بعام ٢٠٢١/٢٠٢٠، تبين ارتفاع الواردات بمقدار ١٦.٥٦ مليار دولار، وهي نفس قيمة عجز الحساب الجاري بالكامل، بافتراض عدم تحقيق هذه الزيادة، فيصبح ميزان الحساب الجاري يساوي صفر، مع ثبات فائض الحساب الرأسمالي والمالي والذي بلغ ١١.٨ مليار دولار، فيكون نصف هذا المبلغ يسد عجز صافي السهو والخطأ الذي يبلغ ٥.٨ ملياردولار، ويصبح لدينا فائض قدره ٦ مليار دولار .


فيجب مراقبة السلع المستوردة، ويتم رفض استيراد السلع الغير ضرورية، مع تشجيع المستثمرين علي إنتاج السلع الضرورية المستوردة، لتخفيض الواردات وزيادة الصادرات ،بدلا من الاعتماد علي تحويلات العاملين بالخارج، لان ذلك متوقف علي قرارات الدول الأخرى، مثل ما قامت به دولة الكويت بإنهاء عقد العاملين الوافدين ومنهم المصريين، أو قيام أي دولة أخري بهذا الإجراء، طبقا لمصلحتها القومية .

فلابد من الاعتماد علي الإنتاج في الفترة القادمة، وذلك يكون بتشجيع المستثمرين، وذلك عن طريق خفض الضرائب وتوفير مستلزمات الإنتاج، ومحفزات أخري، وخاصة للسلع الضرورية المستوردة، مما يخفض الواردات ويزيد الصادرات.

وبذلك يصبح ترشيد الاستيراد وحصره علي السلع الضرورية فقط، مع زيادة الإنتاج علي المدي طويل الأجل هو الحل السحري والجذري لعجز ميزان المدفوعات .

وهذا الحل يؤدي أيضا الي تخفيض الطلب علي الدولار فيقل سعره، وبالتالي تنخفض الأسعار فتقل معدلات التضخم، وكذلك يقل معدلات البطالة، ويزيد الدخل .

تعليقات

المشاركات الشائعة

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري نتعرف في هذا المقال علي ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ بالمقارنة بنفس الفترة للعام الماضي، ثم تقييم ميزان المدفوعات علي أساس الفترة المماثلة من العام الماضي، من خلال بيان البنك المركزي المصري بخصوص أداء ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ . الإيجابيات كأرقام : ١- ارتفاع صادرات السلع البترولية بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٢٧.٥% . ٢- ارتفاع صادرات السلع الغير بترولية بمقدار ٣٥٠ مليون دولار بنسبة ٦% . ٢- انخفاض واردات السلع الغير بترولية بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ١٠% . ٣- ارتفاع متحصلات النقل بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٥%، بسبب زيادة رسوم قناة السويس . ٤- ارتفاع متحصلات السفر بمقدار ١.٢ مليار دولار بنسبة ٤٣% . ٥- انخفاض مدفوعات خدمات أخري بمقدار ٥٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٣% . ٦- ارتفاع متحصلات دخل الاستثمار بمقدار ١٠٠ مليون دولار بنسبة ٨٩% . ٧- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج إلي صافي تدفق للداخل، فينتج عنه تغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ٨- ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاست

تكملة التحليل المالي المقارن لميزان المدفوعات المصري لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

تحليل مقارن للحساب الجاري بميزان المدفوعات المصري  تم تقديم في مقال سابق ، تحليل مالي مقارن لحساب المعاملات الجارية بميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ ومقارنته بالربع الأول لعام ٢٠٢٢/٢٠٢١ . ونقدم في هذا المقال تكملة لهذا التحليل المالي المقارن، مستندا لبيان البنك المركزي المصري بشأن أداء ميزان المدفوعات لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢  ثانيا : الحساب الرأسمالي والمالي   ١- انخفاض فائض الحساب الرأسمالي والمالي بمقدار ١.٦٥ مليار دولار بنسبة ٢٧%، بسبب ما يلي  : أ- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج الي صافي تدفق للداخل، فيكون التغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ب- انخفاض صافي التدفق للداخل الحساب المالي بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ٢٨%، بسبب ما يلي  : - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمار المباشر في مصر بمقدار ١.٦ مليار دولار بنسبة ٩٤% . - تحول حساب الاستثمارات الأوراق المالية في مصر من صافي تدفق للداخل الي صافي تدفق للخارج، فيكون التغير بمقدار ٥.٧ مليار دولار، بسبب انخفاض إقبال الأجانب علي شراء السندات - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمارات الأخرى بمقدار ٢.٤ مليار دو

المشاركة كأداة مالية لسد عجز الموازنة العامة المصرية

الأدوات المالية المستندة على أسلوب المشاركات، كأسلوب الأسهم والصكوك، وكأسلوب  B.O.T،  تعبر عن علاقة مشاركة بين الطرفين بحيث يحصل مقدم التمويل على حصة من الربح المحقق إن وجد، ويتحمل بنصيبه من الخسائر وذلك بحسب قيمة حصته في رأس المال المستثمر، وتعتبر أحدي الحلول لسد العجز الكلي للموازنة العامة للدولة المصرية . حيث ارتفع العجز الكلي خلال أول 5 أشهر من العام المالى الحالى (يوليو – نوفمبر 2022) لمستوى 3.7 %من الناتج المحلى الإجمالى، لتصل قيمته إلى 340.5 مليار جنيه، بعد أن كانت نسبة العجز  3.4 % وبقيمة 266.9 مليار فى الفترة المماثلة من السنة الماضية. ويوجد من الأدوات المالية المستندة علي أسلوب المشاركات نوعان هما: أ ـ الأسهم أو الحصص أو صكوك الاستثمار، والتي تستخدم عند إنشاء الحكومة مشروعاً اقتصادياً جديداً أو لزيادة رأس مال الشركات العامة القائمة، كما تستخدم أيضاً عند إقرار تحويل السندات أو القروض إلي أسهم أي تحويل العلاقة من مديونية إلي علاقة مشاركة، وبالتالي يتضح أن هذا الأسلوب يستخدم في المشروعات العامة الاقتصادية ولا يمكن استخدامه في تمويل العجز الحكومي الخدمي أو الإداري وهذا أسلوب لم ت