التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف نقرأ ميزان المدفوعات المصري؟


قراءة لميزان المدفوعات المصري 

يتضح من التحليل المقارن للربع الأول لهذا العام مع الربع الأول للعام الماضي ما يلي :

١- انخفاض عجز الميزان التجاري بمقدار ٨٠٠ مليون دولار، بسبب ارتفاع صادرات السلع البترولية وانخفاض واردات السلع الغير بترولية. 

٢- ارتفاع فائض ميزان الخدمات بمقدار ١.١ مليار دولار، بسبب ارتفاع إيرادات قناة السويس وايرادات السياحة. 

٣- ارتفاع عجز ميزان دخل الاستثمار بمقدار ٧٠٠ مليون دولار، بسبب ارتفاع مدفوعات دخل الاستثمار الناتج من زيادة أعباء القروض .

٤- انخفاض التدفق الداخل من صافي التحويلات بمقدار ١.٦ مليار دولار، بسبب انخفاض تحويلات العاملين بالخارج .

٥- انخفاض صافي التدفق للداخل الحساب المالي بمقدار ١.٧ مليار دولار، بسبب انخفاض حاد في الإقبال علي شراء السندات وخروج الأجانب من سوق الأوراق المالية، بالرغم من ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر بمقدار ١.٦ مليار دولار، وبالرغم من ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمارات الأخرى بمقدار ٢.٤ مليار دولار.

وذلك يعني قيام الأجانب بتخفيض الإقبال علي الأوراق المالية، وزيادة الاستثمار المباشر، مع زيادة الإيداعات بالبنوك المصرية، الذي يقابلها ارتفاع في بند الفوائد المدفوعة بحساب مدفوعات دخل الاستثمار  .

ومن خلال تحليل حساب الاستثمارات الأخرى، يتضح قيام البنوك المصرية بسحب استثماراتها من الخارج، وزيادة اعتمادها علي ايداعات الأجانب من الخارج، وكذلك زيادة اعتماد الحكومة علي الاقتراض من الخارج .

من خلال الأرقام السابقة يتضح وجود نقص حاد في السيولة الدولارية، المطلوبة لشراء السلع المستوردة ولسداد خدمة الدين الخارجي الذي يشمل فوائد الدين وأقساطه، بالرغم من انخفاض الواردات وارتفاع إيرادات قناة السويس والسياحة، وارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، والذي يزيد من حدة نقص السيولة الدولارية هو انخفاض تحويلات العاملين بالخارج .

ولذلك أعلن البنك المركزي المصري اتباع سياسة سعر الصرف المرن في ٢٧ أكتوبر٢٠٢٢، مما أدي الي ارتفاع قيمة الدولار في مقابل الجنيه المصري من ١٨ جنيها قبل القرار الي ٣٠.٦ جنيها وهو السعر الحالي، أي ارتفع بنسبة ٧٠%، وهذه السياسة لها مزايا وعيوب تم توضيحها في مقال سابق .

ويتضح مدي تأثير هذا القرار علي الاقتصاد المصري ومدي تحقيقه لأهدافه من خلال تقرير الربع الثاني لميزان المدفوعات


وسنوافيكم إن شاء الله تعالي بتحليل الربع الثاني لميزان المدفوعات ومدي تأثره بتحرير سعر الصرف، فور صدوره من البنك المركزي .

تعليقات

المشاركات الشائعة

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري نتعرف في هذا المقال علي ايجابيات وسلبيات ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ بالمقارنة بنفس الفترة للعام الماضي، ثم تقييم ميزان المدفوعات علي أساس الفترة المماثلة من العام الماضي، من خلال بيان البنك المركزي المصري بخصوص أداء ميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ . الإيجابيات كأرقام : ١- ارتفاع صادرات السلع البترولية بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٢٧.٥% . ٢- ارتفاع صادرات السلع الغير بترولية بمقدار ٣٥٠ مليون دولار بنسبة ٦% . ٢- انخفاض واردات السلع الغير بترولية بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ١٠% . ٣- ارتفاع متحصلات النقل بمقدار ٨٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٥%، بسبب زيادة رسوم قناة السويس . ٤- ارتفاع متحصلات السفر بمقدار ١.٢ مليار دولار بنسبة ٤٣% . ٥- انخفاض مدفوعات خدمات أخري بمقدار ٥٠٠ مليون دولار بنسبة ٣٣% . ٦- ارتفاع متحصلات دخل الاستثمار بمقدار ١٠٠ مليون دولار بنسبة ٨٩% . ٧- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج إلي صافي تدفق للداخل، فينتج عنه تغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ٨- ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاست

تكملة التحليل المالي المقارن لميزان المدفوعات المصري لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢

تحليل مقارن للحساب الجاري بميزان المدفوعات المصري  تم تقديم في مقال سابق ، تحليل مالي مقارن لحساب المعاملات الجارية بميزان المدفوعات المصري خلال الربع الأول لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢ ومقارنته بالربع الأول لعام ٢٠٢٢/٢٠٢١ . ونقدم في هذا المقال تكملة لهذا التحليل المالي المقارن، مستندا لبيان البنك المركزي المصري بشأن أداء ميزان المدفوعات لعام ٢٠٢٣/٢٠٢٢  ثانيا : الحساب الرأسمالي والمالي   ١- انخفاض فائض الحساب الرأسمالي والمالي بمقدار ١.٦٥ مليار دولار بنسبة ٢٧%، بسبب ما يلي  : أ- تحول الحساب الرأسمالي من صافي تدفق للخارج الي صافي تدفق للداخل، فيكون التغير بمقدار ٥٠ مليون دولار  . ب- انخفاض صافي التدفق للداخل الحساب المالي بمقدار ١.٧ مليار دولار بنسبة ٢٨%، بسبب ما يلي  : - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمار المباشر في مصر بمقدار ١.٦ مليار دولار بنسبة ٩٤% . - تحول حساب الاستثمارات الأوراق المالية في مصر من صافي تدفق للداخل الي صافي تدفق للخارج، فيكون التغير بمقدار ٥.٧ مليار دولار، بسبب انخفاض إقبال الأجانب علي شراء السندات - ارتفاع صافي التدفق للداخل بحساب الاستثمارات الأخرى بمقدار ٢.٤ مليار دو

المشاركة كأداة مالية لسد عجز الموازنة العامة المصرية

الأدوات المالية المستندة على أسلوب المشاركات، كأسلوب الأسهم والصكوك، وكأسلوب  B.O.T،  تعبر عن علاقة مشاركة بين الطرفين بحيث يحصل مقدم التمويل على حصة من الربح المحقق إن وجد، ويتحمل بنصيبه من الخسائر وذلك بحسب قيمة حصته في رأس المال المستثمر، وتعتبر أحدي الحلول لسد العجز الكلي للموازنة العامة للدولة المصرية . حيث ارتفع العجز الكلي خلال أول 5 أشهر من العام المالى الحالى (يوليو – نوفمبر 2022) لمستوى 3.7 %من الناتج المحلى الإجمالى، لتصل قيمته إلى 340.5 مليار جنيه، بعد أن كانت نسبة العجز  3.4 % وبقيمة 266.9 مليار فى الفترة المماثلة من السنة الماضية. ويوجد من الأدوات المالية المستندة علي أسلوب المشاركات نوعان هما: أ ـ الأسهم أو الحصص أو صكوك الاستثمار، والتي تستخدم عند إنشاء الحكومة مشروعاً اقتصادياً جديداً أو لزيادة رأس مال الشركات العامة القائمة، كما تستخدم أيضاً عند إقرار تحويل السندات أو القروض إلي أسهم أي تحويل العلاقة من مديونية إلي علاقة مشاركة، وبالتالي يتضح أن هذا الأسلوب يستخدم في المشروعات العامة الاقتصادية ولا يمكن استخدامه في تمويل العجز الحكومي الخدمي أو الإداري وهذا أسلوب لم ت